طوفان الأقصىٰ: هل التاريخ مرآةٌ للحاضر؟

حينما أُعلِنت انطلاق معركة طوفان الأقصىٰ المباركة، كنتُ مستقيظاً لتوي كعادتي لصلاة الفجر. وقد فتحت الهاتف علىٰ منصّة إكس لأرىٰ أمامي انطلاق المعركة برشقاتٍ صاروخيّة من قطاع غزّة تجاه مغتصبات الغلاف. قلتُ حينها أنَّها مجرد عمليّةٍ كباقي العمليّات الَّتي تحدث، ولن يطول أمرها إن طال إلَّا كما معركة سيف القدس. ثمَّ وإذ بنا نشهد معركةً طاحنةً خاطفة، أعادت للقضيّة مجدها الغابر، وذكّرتنا قليلاً بمعركة الكرامة، غير أنَّها أُتبعت بعد ردهةٍ بمجازر وتدمير كاملٍ وشاملٍ للقطاع. ومازلنا وقد توالت الأيام، حتَّىٰ طافت إلىٰ يومنا هذا حاجز ٤٦٦ يوماً، ولم يحرك أحدٌ ساكناً، واكتفت دول العالم بالقلق، وبعضها بالتّنديد، أمّا الشّرذمة السّاحقة من الغرب فأمالوا أعنقاهم مطيّةً للصّهاينة، وصاروا يتبارون في إعلان الطّاعة والخضوع، والانقياد التّام لمصالح عبدة العجول في يافا. فرأيتُني أعجبُ من حوادث متلاحقةٍ، يجرّ بعضها الآخر، ودار في مخيّلتي أنِّي رأيتُ هٰذه المشاهد مكتوبةً قبل حين.. فالأمداد تأتي من البحر، وعدوٌّ رابضٌ في السّاحل وبيت المقدس، وكيانٌ في القاهرة عميلٌ له علىٰ الجملة، ودولٌ ووممالك يخشىٰ الواح...