وقفةٌ مع كتاب: تاريخِ سوريا الحديث لـعبد الرّحمٰن نمّوس

 

هذه الديار التي اسمها بلاد الشام، ديارٌ علىٰ بركتها اُترِعت فِتناً، وعلىٰ جمالها مُلِئت قبائحاً، وعلىٰ سهولة أرضها زِيدَت مصاعباً ومَكارهاً. هذه ديارٌ لا يزيدك بُعادها إلا قُرباً، ولا تستعصيكَ مرارتها إلا حلاوةً، ولا يُغويك ظلمها إلا عدلاً. ألا فأنعِم ببلاد الشام قاطبةً، وبسوريا خاصّةً.

منذ مشارع القرن العشرين، ومع تذبذب أحوال الدولة العثمانيّة، التي أوت إلىٰ انحدارٍ باضطّرادٍ منذ عهد سليمٍ الثالث، وإقراره تشاريع عَلمانيّةٍ في صُلب الدولة، ثم قدوم محمودٍ الثاني وصنعه في الدولة ما صنع محمد علي باشا في مصر من تمرير قوانين غربيّة فرنسيّة وسويسريّةٍ في عصب الدولة وقضائها. الدولة العثمانيّة التي ما حكمت بلاد العرب إلا باسم الله، فكانت تلك كشعرةٍ قصمت ضهر البعير. فعلىٰ ظُلمها في كثيرٍ من الأعوام بسبّة أساليب حُكمها الإقطاعي، وتسلّط وُلاتِها وجُباتها وأمرائها العسكريين؛ فقد سكن الناس ورَوعَهم لمّا ظنّوا أنها دولةً مُسلمةّ؛ لا نخرج فتكون مفسدة. فإن أتيتِ أيتها الدولة وحكّمتِ غير شرع الله فيهم؛ فما الرّادع لهم أن يثوروا؟ وقد أتىٰ عبد الحميد الثاني إلىٰ السلطة، ودعا إلىٰ جامعةٍ إسلاميّةٍ، وأعاد روح الخلافة إلىٰ سابق عهدها، فنادىٰ بأعلىٰ صوته: يا مسلمي العالم اجتمعوا. فاجتمع بعضهم وأعرض بعضهم، فما صدّه ذلك، واستمرّ أمره ثلاثون عاماً كان لربما لو زاد عليها ثلثها لمُدَّ بُعمر الدولة.

حتىٰ أتىٰ لفيفٌ من أصقاع الدولة، من أقلّيّاتٍ متمرّدة، هاجت وماجت وباستعانتهم بأهل الطموحات والأهواء من خونة المسلمين، فأسّسوا بروحٍ قوميّةٍ ابتدعتها فرنسا؛ فصار لدينا: تركيا الفتاة، والعربيّة الفتاة، وشرذمةٌ من القوميين الذي هم تحت رعاية دولة الإسلام. حتىٰ اجتمع كلّ هؤلاء القوميين تحت مظلّةٍ واحدةٍ علىٰ اختلافهم، وتوحّدوا ظاهرياً وهم متفرّقون باطناً، تحت اسمٍ مألوفٍ لديكم: الاتّحاد والتّرقي. وهذا الاتّحاد في ظاهره أوعزت بريطانيا وفرنسا علىٰ سواء أن يضغطوا علىٰ عبد الحميد سلطان المسلمين بأن يحوّل نظام الحكم في الدّولة إلىٰ نظامٍ مشروطي، أي برلماني، بوجود خليفةٍ سُلُطاته محدودة، وتكون السّلطات في يد المجلس النّيابي الذي اسمه: مجلس المبعوثان. والذي يتكوّن من سائر أطياف المجتمع العثماني: عربي، وتركي، وكردي، وأرمني، ويوناني أعراقاً. ومسلم، ونصيري، ورافضي، وماروني، وأرثذوكسي، ويهودي طوائفاً. عند تلك اللحظة من سيطرة الاتّحاد والترقي علىٰ الحكم؛ لك أن تُعلن رسمياً انتهاء الخلافة العثمانية، وبعد ببضع سنين انتهاء الدولة كلّها، وانطوائها في ملف النسيان، وبين صفحات التاريخ.

أنذاك.. نشطت الجمعيات القوميّة العربيّة والعالميّة في دمشق وحلب، ودعت إلىٰ دولةٍ واحدةٍ سلطانها وحاكمها عربيٌّ؛ من جبال طوروس ونواحي ماردين وديار بكر شمالاً إلىٰ جبال اليمن جنوباً، ومن العقبة وغزّة شرقاً إلىٰ حدود الأحواز فمَسقط غرباً. فتعاهدوا علىٰ حكم الشريف حسين، شريف مكّة، الذي أحسّ عبد الحميد الثاني يوماً بأنّه يُدبّر مؤامرةً، وذاك بفضل جهاز استخباراته يلديز، إذ علم بتواصل جمال الدين الأفغاني مع الاستخبارات الانجليزية لتنصيب الشريف حسين خليفةً علىٰ المسلمين، وسحب البساط من تحت بني عثمان. فاستدعاه إلىٰ الأستانة (اسطنبول). فبقي هناك إلىٰ سيطرة الاتّحاد والتّرقي سنة ١٩٠٨م، فأذنوا له الرجوع إلىٰ مكّة وعيّنوه مرّةً أخرىٰ حاكماً عليها.

ولمّا دخل الترقّيون الحرب العالمية مع الألمان ١٩١٤م، أعلن بعدها الشريف حسين تحالفه مع التّحالف المكوّن من فرنسا وانجلترا سنة ١٩١٦م، وأخذ يحارب العثمانيين حتىٰ طردهم من بلاد الحجاز ومن ثمّ الشام سنة ١٩١٨م، واستَتبّ له الأمر حتىٰ حين. وبعد معاهدة فرساي ١٩١٩م، أُعلِن إنشاء عصبة الأمم، وقرّرت هذه العُصبة أن سوريا والعراق، والأردن وفلسطين تحتاج إلىٰ دولٍ ضليعةٍ في الحكم تُنتدبُ لها، لتسيّر شؤونها ريثما يتسنىٰ لشعوب تلك المناطق الاعتماد علىٰ أنفسهم في حكم أنفسهم. فكان هذا خيانة عهدٍ قطعه الانجليز للشريف حسين بمُلكه لبلاد العرب.

وتثبيتاً لذلك القرار الذي أعلنته عصبة الأمم، تحرّك غورو الحنرال الفرنسي بجيش المشرق المرابط حينها علىٰ ساحل الشام، وبعث رسالة تهديد للملك فيصل بن حسين، يأمره بتسريح الجيش العربي في سوريا، وخروجه منها، فاستجاب له، وهرب إلىٰ حوران. ثم توجّه في آنها سنة ١٩٢٠م يوسف العظمة إلىٰ ميسلون مع ٤ آلاف جنديٍّ وثلّةٌ من المتطوّعين يحارب فرنسا وجيشها المدعّم بالدبّابات والمدرّعات والطائرات، فانتهت المعركة بظرف ساعتين باستشهاد يوسف العظمة وزير الحربيّة رحمه الله، وجماعةٍ من المجاهدين. ودخل غورو دمشق.. ومن حينها بدأ عهد الاحتلال الفرنسي، أو كمّا سُمّي: الانتداب الفرنسي.

حين قدم الفرنسيّون أول ما صنعوا أن قسّموا سوريا الكبرىٰ إلىٰ دويلات: دولة دمشق، ودولة حلب، ودولة الساحل، ودولة الدروز، ودولة لبنان الكبير. ثم جعلوا دولتي دمشق وحلب تحت كيانٍ فيدرالي. ونصّبوا صبحي بركات رئيساً لدولة سوريا الفيدرالية. ثم جاءت الثورة السورية الكبرىٰ سنة ١٩٢٥م وما حملتها من توحّد السوريين تحت مظلّةٍ واحدة، واجتمعوا علىٰ سلطان باشا الأطرش زعيماً للثورة السورية الكبرىٰ. واشتدّت ساحة القتال والمعارك، وسيطر الثوّار علىٰ أجزاء من سوريا، ومع شدّة القصف المدفعي والطائراتي، انسحبوا، وانتهت الثورة بإذعان الفرنسيّين لها، فتركت للسوريّين حرّية كتابة دستورهم، واعلان جمهوريّتهم سنة ١٩٣٢م، واختيار رئيسٍ لها. فكان أول رئيسٍ جمهوريٍّ لسوريا هو محمد علي العابد. ثم توحّدت جميع دويلات الشام تحت سلطة دمشق سنة ١٩٣٦م واستمرّ الكفاح الوطني، بين جهادٍ قتاليٍّ، وآخر تفاوضيٍّ، جُوبِهَ ذلك دائماً بتعنّتٍ فرنسي.

إلىٰ أن ألقت الحرب العالميّة الثانية بظلالها ١٩٣٩م، ومعها ألقت المفاجآت حملها، وانتصر النازيّون علىٰ الفرنسيّين، ودخل هتلر باريس سنة ١٩٤٠م، وأُعلن قيام دولة فرنسا الموالية للألمان والمحور، وصارت عاصمة الحكومة فيشي. وصاروا هم المسيطرون علىٰ سوريا ولبنان. هذا لم يدم طويلاً، إذ دخل التحالف فيما بعد بقيادة الانجليز وجيش فرنسا الحرة بقيادة ديجول دمشق. ووعد ديجول السوريين أنّهم سينالون استقلالهم وحرّيتهم. ثم انقضت رحىٰ الحرب سنة ١٩٤٥م، وانهزم الألمان ومحورهم، وعادت المياه إلىٰ مجاريها، إلا أن فرنسا أخلف وعودها كما هو دأبها، فاستشاط السوريون غضباً، وجابهوا فرنسا مرّة أخرىٰ، فقصفت البرلمان ومبنىٰ الحكومة، وهُدِّدَ رئيس الجمهوريّة حينها الزعيم شكري القوتلي، التي أخبرتها بريطانيا أن يلجأ إلىٰ الأردن حفاظاً علىٰ صحّته وحياته من القصف؛ فأبىٰ ذلك وامتنع، وبقي في دمشق.

آن ذاك، تدخّلت الولايات المتحدة الأمريكيّة وبريطانيا، ومنعت فرنسا من الاستمرار في ذلك. وأمرتها بالانسحاب والجلاء عن سوريا ولبنان. وهو ما حصل في الثامن عشر من نيسان ١٩٤٦م. ذلك لم يدم طويلاً، فإنّه وإن جلا المُستعمر عن أرضنا فما انجلا أذنابه عنها. فكنّا بعد رحلةٍ قصيرةٍ من الحرّيّة والنماء والازدهار أمام انقلابٍ عسكريٍّ مدعومٍ من الولايات المتّحدة الأمريكيّة بقيادة الفريق حُسني الزعيم سنة ١٩٤٩م ثم صار رئيساً لسوريا بعد عزله لشكري القوتلي، ثم جاء بعدها سريعاً انقلاب الحنّاوي عليه المدعوم أيضاً من الولايات المتّحدة الأمريكيّة، وعزله للزعيم، ثم إعدامه بعد محاكمةٍ سريعةٍ في نفس السّنة. ثم جاء هاشم الأتاسي بانتخابات واستمرّ سنتين حتىٰ جاء انقلاب أديب الشّيشكلي سنة ١٩٥١م، ثم جاء الكزبري بانقلابٍ آخر يعيد فيه الحكم إلىٰ أهله، والأمور إلىٰ نصابها، فأعاد هاشم الأتاسي الذي كان قد استقال بسبب تسلّط الشّيشكلي عليه سنة ١٩٥٤م، وقد هرب الأخير إلىٰ البرازيل. ثم وبانتخاباتٍ نزيهةٍ، وبانتقال سلطةٍ هي الأولىٰ والوحيدة في تاريخ سوريا، تسلّم شكري القوتلي تحت سقف البرلمان الحكم من سلفه هاشم الأناسي سنة ١٩٥٥م، واستمرّ رئيساّ لسوريا حتىٰ ألقت الوحدة متاعها سنة ١٩٥٨م.

إن الوحدة بين سوريا ومصر وإن كانت غاية النفس ومنىٰ العين عند ثلّة من رجالات سوريا وعلىٰ رأسهم القوتلي أبو الجلاء والخوري والأتاسي أبو الجمهورية؛ ألا أنّه كان بقرارٍ من البعثيّين والقوميّين والاشتراكيّين، وعلىٰ رأسهم الحوراني والسرّاج وحمدون وغيرهم من الضبّاط والقادة الحزبيّين. فأُوسِّسَت الجمهوريّة العربيّة المتّحدة بقيادة جمال عبد الناصر بعد أن أذعن السوريون لمطالبه بحلّ الأحزاب والتكتّلات السّياسيّة، وصار القوّتلي المواطن العربي الأول بعد أن وقّع علىٰ ميثاق الوحدة سنة ١٩٥٨م. لكن الأمر لم يطِب لكثيرٍ من البعثيّين والقوميّين السوريّين، فانقلبوا علىٰ الوحدة سنة ١٩٦١م، وتتابعت الانقلابات حتىٰ سيطرة حزب البعث العربيّ القوميّ الاشتراكيّ علىٰ السّلطة بزعامة بيطار وأمين الحافظ سنة ١٩٦٣م، بعد انقلابهم علىٰ دولة ناظم القدسيّ بتهمة الرجعيّة والانفصال عن مصر، والذي تبيّن فيما بعد أنها حُجّة يستقوون خلفها؛ وليست بمرادهم الوحدة، بل التفرّق. ثم جاء بعد قيام اللّجنة العسكريّة في حزب البعث بالانقلاب علىٰ سلطته المكوّنة من عفلق، وبيطار، وأمين الحافظ؛ صلاح جديد وحافظ الأسد سنة ١٩٦٦م. 

تلاها ما تسمىٰ نكسة ١٩٦٧م، وخسارة الجولان أبان تولّي حافظ الأسد وزارة الدّفاع، وإعلان سقوط القنيطرة قبل سقوطها الحقيقي. وللتغطية علىٰ ذلك انقلب علىٰ رفيقه صلاح جديد، فيما يُعرف باسم الحركة التصحيحيّة سنة ١٩٧٠م، فاستَتَبّ الحكم للنصيري حافظ الأسد وعائلته، بعد أن أخلىٰ الحزب من العناصر غير الموالية له. وصار حزب البعث حزب نصيري بامتياز. عمد حافظ الأسد حينها إلىٰ الظهور بمظهر القوميّ المُحبّ للوحدة، فاجتمع مع النميري والقذافي والسادات لإعلان اتّحادٍ عربيٍّ فيدراليٍ يين الدول الأربع: سوريا ومصر والسودان وليبيا، لم يتمّ ذلك إذ استغلّوه إعلاميّاً ليحقّق كل واحدٍ منهم غايته في تبييض صورته أمام رعيّته بعد انقلاباتهم علىٰ زعمائهم. ثم جاءت حرب ١٩٧٣م، وخسرت سوريا أيضاً ١٦ قرية، وما استفادت شيئاً، وصار اسمها حرب تشرين التحريريّة ولا أعلم ما الذي حُرِّر.

وكي يقوم حافظ بانتصاراتٍ تعيد له هيبته التي فقدها في حرب إسرائيل؛ دخل لبنان، وأخذ يُمعن في قتل وتدمير المخيّمات الفلسطينيّة، وتشريد أهل السُّنّة، ومن تبعهم من حلفائهم من الدّروز والاشتراكيّين واليساريّين سنة ١٩٧٦م. إذ كانت الحرب الأهليّة قد دارت رحاها في لبنان بين الموارنة والروافض من جهة، والمسلمين والدروز من جهةٍ أخرىٰ.

وفي آن الوقت، احتدّ الصراع بين حافظ والإخوان في سوريا، ودارت حربٌ بين الطليعة المقاتلة المنشقّة عن الإخوان المسلمين بقيادة الشّيخ مروان حديد رحمه الله وحزب البعث النّصيري، فقصف حماة وجسر الشاغور وريف حلب، وعَمَد إلىٰ ملاحقة الإسلاميّين، وقتلهم وتشريدهم وسجنهم وتعذيبهم.. حتىٰ جاءت لحظة تدمير مدينة حماة واقتحامها سنة ١٩٨٢م. في ذات الوقت الذي اجتاحت فيه إسرائيل جنوب لبنان حتىٰ وصلت بيروت ملاحقةً الفصائل الفلسطينيّة. فإذ لم يقدر الأسد علىٰ الفلسطينييّن، جاءت إسرائيل لتقدر. فكأنّه كُتِب علىٰ السوريين والفلسطينيّين القتل والتشريد من النصيريّة والموارنة واليهود.

وبعدها بسنتين، حاول رفعت الأسد، رئيس سرايا الدّفاع الانقلاب علىٰ أخيه حافظ الأسد بعد مرضه ودخوله المُستشفىٰ سنة ١٩٨٤م، بريب أن محاولته تلك فشلت، ثم تصالحا علىٰ أخذ مليار ونصف مليار من خزينة الدولة حتىٰ أُفرغت كذلك أخذ ثلاثة ونصف مليار من قرض معمّر القدافي، والخروج من سوريا إلىٰ المنفىٰ في روسيا ومن ثمّ إلىٰ فرنسا. فهَوَت اللّيرة السّوريّة من ٤ ليرات مقابل الدولار إلىٰ حدود الـ٥٠ ليرة مقابل الدولار! وانهار الاقتصاد السوريّ متزامناً مع حرب الخليج الأولىٰ سنة ١٩٨٠م، ودعم حافظ الأسد وجناح حزب البعث الشامي؛ جمهورية إيران الإسلامية بقيادة الخميني الذي وصل إلىٰ السلطة سنة ١٩٧٩م، ضد صدّام حسين وحزب البعث الجناح العراقي، ما قطع ذلك المدّ والدّعم الخليجيّ لسوريا.

صلحت أحوال سوريا الاقتصاديّة في التسعينيّات، لاسيّما بعد دخول سوريا الحرب مع قوات التّحالف ضد حكومة صدّام حسين بعد دخوله الكويت سنة ١٩٩٠م، وبدأت حرب الخليج الثانية ١٩٩١م. فزاد الدعم الخليجيّ لسوريا، وقويَ الاقتصاد قليلاً.. لم ينفع ذلك كل هذا الحدّ البلد بسبب الفساد والرشاوي وسيطرة رجالات حزب البعث وعائلة الأسد علىٰ مفاصل الدّولة والمجتمع والاقتصاد. وصارت الموانئ والمطارات كلها ألعوبةً في يد تجّار المخدّرات من عائلة الأسد ومخلوف وحزب اللّات. وفي تلك الأثناء كان حافظ الأسد قد صار الحاكم الأوحد، والقائد الخالد لسوريا، والزعيم التاريخيّ لها، وصار البعث حزب الرجل الواحد، ليس حزباً مُترعاً بالسياسيّين الأكفّاء. وأخذ يجهز ابنه باسل الأسد ليخلفه، الذي عاجلته المنيّة في سنة ١٩٩٤م بحادث سيارةٍ قرب مطار دمشق. فاستدعىٰ ابنه الآخر بشّار من لندن ليخلفه، وأخذ يجهّزه ليكون علىٰ رأس السّلطة في سوريا، التي صارت جمهوريّةً وراثيّة!

وصار بشار الأسد قائداً لسوريا، وحافظ الأسد الذي مات قائداً خالداً. وتحوّلت سوريا الحبيبة إلىٰ مزرعةٍ للنّصيريّة، وتحوّل اسمها إلىٰ سوريا الأسد.

- عبدُ الله، أبو هاشِم، مُحمّدٍ الرّفاعيّ الأُمّيّ
١٥ شوّال ١٤
٤٥ه‍، الموافق: ٢٤ نَيسان ٢٠٢٤م


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنا الذي ما نظر إليّ أحد

شكوىٰ عن الفكر؛ فراغهُ، وتراكمهُ، ومللهُ ويأسهُ

أوَما تدري ما هي ثورتنا السُّوريَّة المباركة؟ ١