المَنَعَة، وحفظِ الجوار
لكَ أن تختلف مع طالبان، فهم ليسوا أنبياءً معصومين، ولا صحابةً مُهتدين، ولا يكنوا إلي بصلة قرابةٍ فأنافح عنهم لذاك حميّةً للعصبيّة، وما هم بذي فضلٍ عليّ فأذُبّ عنهم سهام النقد= والكل تحت النقد. ولستُ وإياهم علىٰ عقيدةٍ واحدةٍ؛ فهم ماتُريديّة الإعتقاد، متصوّفة المشرب، حنفيّة المذهب. وأنا علىٰ مذهب الإمام أحمد، وعقيدةِ السلف الصالح رضوان الله عليهم. ولست لعمرك ممن يغلون في الحب والكره علىٰ حدٍّ سواء، فأستفيظ في ذكر المحاسن في الأولىٰ حدّ الغلو، وأسرد في الثانية المساوي بطغيانٍ وتطرف. وما أنا كما قال الشاعر:
وعين الرضىٰ عن كل عيبٍ كليلةٍ
كما أن عين السُخطِ تُبدي المساوي
إنما أنا بين البينين، وفي أوسط الأوسطين. قال ربي ﷻ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾
علىٰ أنّك تلحظُ فيهم -أي طالبان- شيئاً من خُلُق العرب: وهو حفظ الجوار. وربي إني لمُقدِّسٌ لتلك الصفة أبما تقديس: حفظ الجوار. ولعمري لهي في نظري أسمىٰ صفات العرب، وأجودها وأرفعها. وقد عُرِف عن العرب كرمهم، حتىٰ اشتُهِروا بين الناس، وذاع صيتهم، وتسيّد بعضهم بعضاً بها. فصارت سمةً ملازمةً لهم. ويكفيك من ذاكم نظرةً علىٰ مواقع التواصل الاجتماعي الغربية لتراهم يُومِؤون إلىٰ العرب بالكرم والسخاء.. جنباً بلغ السخرية الفكاهية.
إذ أن الجوار؛ كرمٌ بذاته، فكرمُ المال أن تجود به، ولا يدع هذا إلىٰ النفس من خطر، فالمال يجيء ويذهب، ويغدو ويروح. أما كرمُ الجوار؛ فهو السخاء بالروح، إذ تمنع الناس عمن استجار بك، واستعاظ بك عنهم، فكان واجباً عليك نصرته، وإن كان هذا في الجاهلية ردّاً للعار، وردعاً عن المذمّة؛ فإنها في الإسلام فرضاً عياناً، غوثاً للمكلوم، ونصرةً للمظلوم. وإن الرجل في العرب؛ ليُجير قاتل أبيه، وقاتل عمّه إذا ما استحمىٰ به. وإن رجلاً بلغ منه ذاك= حريٌّ به أن يكون أكرم العرب.
وهاتيك فعل الملا عمر، قد هُدّدت دولته بادئ ذي بدءٍ، وحُورب وحُوصر؛ وخلاصه من هذا تسليم من استجار به -الشيخ أسامة رحمه الله-، فكان ردّه أن امتنع عن ذاك= فصار الجزاء أن تداعت أركان دولته، وانهد بنيانها، وصارت إلىٰ زوال. فما صدّه ذاك عن حميّة الإسلام، وخصلة الجوار. فحُقّ لأنصاره أن يفخروا علىٰ الناس بها، وأنت ترىٰ خيانة بعض دول العرب في حاضرنا؛ يُسلِمون بعضهم إلىٰ الظلمة يستقوون عليهم، ولم يكفهم أن يُسلِموا المستجير بهم إلىٰ الظالم المسلم، بل أيضاً إلىٰ الكافر المجرم؛ فيُسلِمون أحدهم إلىٰ الأمريكي، والآخر إلىٰ الصيني، والثالث إلىٰ الهندي= فيُنكّلون بهم، ويستعبدوهم، ويذروهم في غياهب السجون.. حتىٰ يصل بنا أن ندعوا لهم بالموت خلاصاً من هذا
العذاب!
علىٰ أنّك تلحظُ فيهم -أي طالبان- شيئاً من خُلُق العرب: وهو حفظ الجوار. وربي إني لمُقدِّسٌ لتلك الصفة أبما تقديس: حفظ الجوار. ولعمري لهي في نظري أسمىٰ صفات العرب، وأجودها وأرفعها. وقد عُرِف عن العرب كرمهم، حتىٰ اشتُهِروا بين الناس، وذاع صيتهم، وتسيّد بعضهم بعضاً بها. فصارت سمةً ملازمةً لهم. ويكفيك من ذاكم نظرةً علىٰ مواقع التواصل الاجتماعي الغربية لتراهم يُومِؤون إلىٰ العرب بالكرم والسخاء.. جنباً بلغ السخرية الفكاهية.
إذ أن الجوار؛ كرمٌ بذاته، فكرمُ المال أن تجود به، ولا يدع هذا إلىٰ النفس من خطر، فالمال يجيء ويذهب، ويغدو ويروح. أما كرمُ الجوار؛ فهو السخاء بالروح، إذ تمنع الناس عمن استجار بك، واستعاظ بك عنهم، فكان واجباً عليك نصرته، وإن كان هذا في الجاهلية ردّاً للعار، وردعاً عن المذمّة؛ فإنها في الإسلام فرضاً عياناً، غوثاً للمكلوم، ونصرةً للمظلوم. وإن الرجل في العرب؛ ليُجير قاتل أبيه، وقاتل عمّه إذا ما استحمىٰ به. وإن رجلاً بلغ منه ذاك= حريٌّ به أن يكون أكرم العرب.
وهاتيك فعل الملا عمر، قد هُدّدت دولته بادئ ذي بدءٍ، وحُورب وحُوصر؛ وخلاصه من هذا تسليم من استجار به -الشيخ أسامة رحمه الله-، فكان ردّه أن امتنع عن ذاك= فصار الجزاء أن تداعت أركان دولته، وانهد بنيانها، وصارت إلىٰ زوال. فما صدّه ذاك عن حميّة الإسلام، وخصلة الجوار. فحُقّ لأنصاره أن يفخروا علىٰ الناس بها، وأنت ترىٰ خيانة بعض دول العرب في حاضرنا؛ يُسلِمون بعضهم إلىٰ الظلمة يستقوون عليهم، ولم يكفهم أن يُسلِموا المستجير بهم إلىٰ الظالم المسلم، بل أيضاً إلىٰ الكافر المجرم؛ فيُسلِمون أحدهم إلىٰ الأمريكي، والآخر إلىٰ الصيني، والثالث إلىٰ الهندي= فيُنكّلون بهم، ويستعبدوهم، ويذروهم في غياهب السجون.. حتىٰ يصل بنا أن ندعوا لهم بالموت خلاصاً من هذا
العذاب!
تعليقات
إرسال تعليق